أربعون عاماً قبل النبوة

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <table border="0" cellpadding="5" cellspacing="0" style="width: 98%px;"><tbody> <tr><td height="10"><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhoGzY92JLAd44MeLiDN1a-UvbWxlO5VvVKFoXZIGuopWIJGCsiB373w6WQ6MpoNQYcJwpUc0oT4HR6WLsS6iG_JjnQX-gTBrA7xAOyEJY7zmkIoq5cNgvzR9W97su4D9I2PsqhhQHyDftJ/s1600/1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhoGzY92JLAd44MeLiDN1a-UvbWxlO5VvVKFoXZIGuopWIJGCsiB373w6WQ6MpoNQYcJwpUc0oT4HR6WLsS6iG_JjnQX-gTBrA7xAOyEJY7zmkIoq5cNgvzR9W97su4D9I2PsqhhQHyDftJ/s1600/1.jpg" /></a></div> <div align="center" dir="rtl"> <span style="color: blue; font-size: large;">أربعون عاماً قبل النبوة</span></div> </td></tr> <tr><td height="10"> <div align="left" dir="rtl"> </div> </td></tr> <tr><td height="10"> <div align="justify" dir="rtl"> <span style="color: maroon; font-size: medium;"><span style="color: black;">بقلم </span>عبد الملك بن محمد بن صالح الجاسر<br /> القاضي في المحكمة الإدارية في حائل</span></div> </td></tr> <tr><td dir="rtl" height="10"> <span style="font-size: medium;"> </span> <div id="container"> <div id="main-content"> <div id="content"> <div id="content_body"> <div class="news_content" dir="rtl"> <div class="news_body"> <div> <div id="post_message_168881"> <div align="center" style="line-height: 200%;"> <span style="font-size: medium;"> <br /> <span style="color: magenta;">بسم الله الرحمن الرحيم</span></span></div> <div style="line-height: 200%;"> <span style="font-size: medium;"><br /> الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على الهادي البشير ، وعلى آله وصحبه أجمعين ..<br /> فالسيرة العطرة ، سيرة خير البرية ، معين لا ينضب ، وينبوع صافٍ متدفق ، يرتوي من نميره كل من أراد السلامة والنجاة ، إنها شمس ساطعة ، وسناً مشرق ، ومشعل وضاء ، يبدد ظلمات الانحراف ، ويهدي سبيل الرشاد .<br /> سأكتب عن أربعين عاماً من حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه . <br /> أربعون عاماً كلها صفاء ونقاء .<br /> أربعون عاماً تكلمت فيها الفطرة ، وتجلت فيها الصفات الحميدة ، وظهرت فيها العناية الربانية ، في إعداد سيد البرية .<br /> أربعون عاماً هُيّأ العظيم فيها لأمر عظيم ، لتكون تلك الأربعين هي بداية التغيير للعالم السفلي من ظلمات الكفر والجهل إلى نور التوحيد والعلم .<br /> أربعون عاماً فيها أفراح وأتراح ، وآمال وآلام { وكان الله عليما حكيما } .<br /> ابتدأت تلك الأربعين بـ :<br /> <span style="color: red;"><br /> (1) ولادة يتيمة !!</span><br /> توفي الوالد قبل الولادة ، بعد سعي في طلب لقمة العيش ، ليكون على موعد مع القدر في أرض يثرب ، مقبورا في أحد مقابرها !!<br /> وأُودع الوالد والزوج الثرى ، لتعاني الوالدة الحنون آلام الوضع ، وآلام الفقد ، وآلام مستقبل طفل تيتم قبل خروجه للدنيا !!<br /> وتأتي ساعة الصفر وتستبشر الدنيا بـ :<br /> <span style="color: red;"><br /> (2) ولادة محمد - صلى الله عليه وسلم - :</span><br /> فيولد سيد المرسلين بشعب بني هاشم ، في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول ، لأول عام من حادثة الفيل ، وقبل هجرته عليه الصلاة والسلام بثلاث وخمسين سنة ، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة ( 571 م ) ، حسبما ذكره بعض المحققين .<br /> وفي مكان آخر بعيدا عن ذلك البيت الصغير الذي وُلد به ذلك العظيم :<br /> وقف رجل يتأمل السماء والنجوم ، فإذا الأمر مختلف عن العادة ، فالآية قد ظهرت !! <br /> فما كان منه إلا أن صرخ بقومه :<br /> " يا معشر اليهود !!! "<br /> فاجتمعوا إليه فقال : " طلع نجم أحمد الذي وُلد به في هذه الليلة " .<br /> نعم .. لقد وُلد أحمد ، وها هو بين أحضان أمه ترضعه وتشاركها في ذلك : أم أيمن ، وثويبة مولاة أبي لهب .<br /> وتمر الأيام .... وإذا بالرضيع في :<br /> <span style="color: red;"><br /> (3) ديار بني سعد :</span><br /> فانتقل مع أمه حليمة السعدية لترضعه في مضارب بني سعد بن بكر ، على عادة العرب في التماس المراضع لأولادهم ، لتقوى أجسامهم ، ويتقنوا اللسان العربي من صغرهم .<br /> وفي تلك المضارب نشأ محمد الصغير ..<br /> وبها وقف ومشى على قدميه ..<br /> وبها ضحك ولعب مع أقرانه الصغار ..<br /> فأي براءة وجمال كانت تشع من عيني ذلك الطفل الطاهر !!<br /> فصلوات ربي وسلامه عليه .<br /> وفي تلك المضارب رعى الغنم ، وسار خلفها وقادها مع إخوانه من الرضاع .<br /> وتمر الأيام على رعاة الغنم الصغار ، ويبلغ الصغير أربع سنين ، وبينما هو يلعب مع الغلمان ، إذ به يصرع ويضجع من رجلين عليهما ثياب بيض ، لينطلق المنادي إلى أمه بنداء الرعب والخوف : " لقد قُتل محمد!!! " .<br /> فكان ذلك القتل هو :<br /> <span style="color: red;"><br /> (4) شق الصدر :</span><br /> لقد أضجعه الرجلان ، ثم أخرجا منه علقة سوداء فألقياها ، فانتهت حظوظ الشيطان منه ، ثم غسلا قلبه في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم أعادا قلبه إلى مكانه ، فجاء الصغير إلى القوم وهو منتقع اللون . يقول أنس رضي الله عنه : ( وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره ) .<br /> فلما رأت حليمة ذلك : خافت على الصغير من أن يصيبه شيء ، فاتخذت قرارا بـ :<br /> <span style="color: red;"><br /> (5) رده إلى أمه الحنون : </span><br /> فرجع الصغير إلى أحضان أمه ترعاه وتحنو عليه ، فكان عندها حتى بلغ ست سنين ، <br /> لتتحرك عاطفة آمنة وشوقها إلى حيث توفي الزوج ويقطن الأهل ، فعزمت على السفر إلى يثرب ، فتحركت المطايا ، ومكثت شهرا في يثرب ، ليحين بعد ذلك وقت الرجوع ، وفي طريق السفر بين يثرب ومكة : توقفت المطايا في مكان يحمل في طياته ذكرى لا تزال عالقة بذاكرة الحبيب حتى بعد النبوة ، فمرّ يوما على قبر فانتهى إليه وجلس ، وجلس الناس حوله ، فجعل يحرك رأسه كالمخاطب – كما يروي ذلك بريدة رضي الله عنه – ثم بكى بكاء لم يبكه من قبل ، فاستقبله عمر فقال :<br /> يا رسول الله ما يبكيك ؟<br /> فقال : ( هذا قبر آمنة بنت وهب ) !!<br /> لقد توقفت المطايا في مكان يقال له الأبواء ، ليكون الصغير على موعد جديد مع اليتم ، وتؤخذ آمنة منه ، وتوارى بين ناظريه ، لينتقل الطفل باكيا إلى :<br /> <span style="color: red;"><br /> (6) جده عبد المطلب :</span><br /> عاد صغير الآلام إلى الجد العطوف ، الذي رق له رقة شديدة ، فكان لا يدعه وحيدا ، بل جعله مقدما على أولاده وبنيه .<br /> إن لعبد المطلب فراشا لا يجلس عليه غيره إجلالا له واحتراما ، فكان محمد الصغير هو الوحيد المصرح له بالجلوس ، فيأتي الأولاد والأبناء ليُبعدوه ، فيقول الجد :<br /> " دعوه ، والله إن لهذا شأنا " !!!<br /> <br /> وتمر الأيام ويبلغ الصغير ثمان سنين ، ليكون على موعد جديد مع الآلام ،<br /> فها هو عبد المطلب يوارى الثرى ، لتكون وصيته الأخيرة ، أن يكون الصغير عند :<br /> <br /> (7) عمه أبا طالب :<br /> فنهض باليتيم على أكمل وجه ، وضمّه إلى بنيه وقدمه عليهم ، واختصه بمزيد احترام وتقدير .<br /> وتمر الأيام ... ويأتي على قريش سنون عجاف ، أجدبت لها الأرض ، وكاد يهلك بها القوم ، فبات الناس في شظف من العيش ، فما كان من قريش إلا أن طلبوا من سيدهم أبا طالب أن يستسقي لهم ، فكان :<br /> <span style="color: red;"><br /> (8) أبيض يُستسقى الغمام بوجهه :</span><br /> خرج أبو طالب يستسقي ، والسماء ما فيها من قزعة !! ومعه الغلام الصغير –صلى الله عليه وسلم- وبنيه ، فأخذ أبو طالب الغلام اليتيم الصغير - وهو يتذكر كلمات عبد المطلب : ( والله إن لهذا شأنا ) !! – فألصق ظهره بالكعبة واستسقى .<br /> فأقبل السحاب من كل جانب ، وانفجرت السماء بماء منهمر ، فقال أبو طالب :<br /> وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه --- ثِمالُ اليتامى عصمة للأرامل <br /> <br /> وتمر الأيام ... ويبلغ النبي الكريم اثنتي عشرة سنة ، وفي صيف حار تحركت ركائب قريش نحو الشام ، فكانت قصة :<br /> <span style="color: red;"><br /> (9) بُحيرى الراهب :</span><br /> فارتحل أبو طالب بقومه ومعه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فلما وصلوا إلى بُصرى نزل القوم للراحة ، فخرج إليهم بحيرى ولم تكن من عادته الخروج إليهم ، فتخللهم حتى جاء إلى الفتى الصغير وأخذ بيده وقال :<br /> هذا سيد العالمين !! هذا رسول رب العالمين !! هذا يبعثه الله رحمة للعالمين !! .<br /> فقال أبو طالب وأشياخ قريش : وما علمك بذلك ؟<br /> فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خرّ ساجدا ، ولا يسجدان إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، وإنّا نجده في كتبنا " .<br /> ثم سأل أبا طالب ألا يذهب به إلى الشام خوفا عليه من الروم واليهود ، فرده أبو طالب بغلمان معه إلى مكة .<br /> <br /> وتمر الأيام ... وقد شبّ النبي الكريم ، ولم يكن له عمل معين في أول شبابه . ولكن جاءت الروايات وتوالت بأن مهنته كانت :<br /> <span style="color: red;"><br /> (10) رعي الغنم :</span><br /> لقد كان يسير طوال نهاره خلف الغنم ، فرعاها في بني سعد ابتداءً ، ثم في مكة على قراريط لأهلها .<br /> إن مهنة كهذه يُشترط لها أمانة مع طول نفس ، ولذا : ( ما من نبي إلا وقد رعى الغنم ) ، ولعل ذلك – والله أعلم - : لأن صورة القطيع شبيهة بسير سواد الأمم ، والراعي قائد يتطلب عليه أن يبحث عن الأماكن الخصبة والآمنة ، كما يتطلب ذلك حماية وحراسة لما قد يعترض قافلة السير .<br /> وهذه المهنة فيها ما فيها من قسوة ومتابعة ، إلا أنها تُثمر قلبا عطوفا رقيقا ، وواقع حال رعاة الغنم خير شاهد على ذلك .<br /> وبعيدا عن العمل وهمومه ، وبعيدا عن كدح البحث عن لقمة العيش نقف مع :<br /> <span style="color: red;"><br /> (11) نوازع نفس محمد صلى الله عليه وسلم :</span><br /> يحدثنا النبي الكريم عن نفسه في تلك الفترة فيقول :<br /> ( ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء ، إلا ليلتين ، كلتاهما عصمني الله تعالى منهما ، قلت ليلة لبعض فتيان مكة – ونحن في رعاية غنم أهلنا – فقلت لصاحبي : أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة ، فأسمر فيها كما يسمر الفتيان . فقال : بلى .<br /> فدخلت حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا بالغرابيل والمزامير . فقلت :<br /> ما هذا ؟ فقيل : تزوج فلان فلانة . فجلست أنظر ، وضرب الله على أذني ، فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس . فرجعت إلى صاحبي ، فقال : ما فعلت ؟ فقلت : ما فعلت شيئا ، ثم أخبرته بالذي رأيت . ثم قلت له ليلة أخرى : أبصر لي غنمي حتى أسمر بمكة . ففعل ، فدخلت ، فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة ، فسألت . فقيل : فلان نكح فلانة ، فجلست أنظر ، وضرب الله على أذني ، فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس ، فرجعت إلى صاحبي فقال : ما فعلت ؟ قلت : لا شيء ، ثم أخبرته بالخبر ، فوالله ما هممت ولا عدت بعدها لشيء ، حتى أكرمني اله بنبوته ) .<br /> إنها الرعاية الربانية ، تقف للحيلولة بينه وبين تلك النوازع ، ولذلك جاء في الأثر : <br /> ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) .<br /> وتمر الأيام ... ليبلغ النبي الكريم عشرون عاما ، ليشهد حربا وقعت في شهر حرام ، فتُسمى بـ :<br /> <span style="color: red;"><br /> (12) حرب الفِجَار :</span><br /> وقعت تلك الحرب سوق عكاظ بين قريش ومعهم كنانة وبين قيس عيلان ، فاصطف القوم ووقعت حرب ضروس ، وكان النبي الكريم يجهز النبل للرمي ، وكثُر القتل في الطرفين ، حتى رأى عقلاء القوم أن وضع أوزار الحرب والاصطلاح خير من الملحمة ، فهدموا ما بينهم من العداوة والشر ، وعلى أثر ذلك حصل :<br /> <span style="color: red;"><br /> (13) حلف الفضول :</span><br /> إنه حلف الخير والعدالة ، تداعت إليه قبائل من قريش في ذي القعدة ، وكان اجتماعهم في دار عبد الله بن جدعان التيمي ، فتعاهدوا وتعاقدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه ، وشهد هذا الحلف النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم - ، وقال عنه بعد أن أكرمه الله بالنبوة : ( لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت ) .<br /> ولا عجب في ذلك ، فهو نبي العدالة والرحمة ..<br /> وتمضي الأيام ... ويبلغ النبي الكريم الخامسة والعشرين من عمره ، ليخرج إلى :<br /> <span style="color: red;"><br /> (14) تجارة الشام :</span><br /> وذلك في مال لخديجة بنت خويلد ، بعد أن سمعت بأخبار الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ، وجعلت معه غلام لها يُقال له : ميسرة .<br /> ذهب النبي الكريم إلى الشام ، فما لبث أن رجع إلى مكة ، فرأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تره من قبل ، وحدّثها ميسرة بما رآه من حال الصادق الأمين ، فما كان منها إلا أن سعت ليكون الخبر في أرجاء مكة :<br /> <span style="color: red;"><br /> (15) محمد – صلى الله عليه وسلم – زوج لخديجة – رضي الله عنها - !!</span><br /> وذلك بعد أن تقدم لها سادات قريش ، فكان الإباء عليهم هو الجواب .<br /> ثم لمّا رأت ما رأت بعد تلك التجارة المباركة : عزمت على نية أفصحتها لصديقتها : نفيسة بنت منبه . فقامت بدورها بذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم . فرضي بذلك ، إلا أن والد خديجة حاول عبثا الوقوف أمام هذا الزواج الميمون ، إلا أن حيلة خديجة كانت حَكَمَاً قاضيا في الموضوع ، فما الذي فعلته خديجة ؟<br /> يروي لنا ابن عباس رضي الله عنهما ذلك فيقول :<br /> " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة – وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه - ، فصنعت طعاما وشرابا ، فدعت أبوها وزمرا من قريش ، فطعموا وشربوا حتى ثملوا . فقالت خديجة لأبيها : إن محمدا بن عبد الله يخطبني فزوجني إياه . فزوجها إياه . فخلقته وألبسته حلة – وكذلك كانوا يفعلون بالآباء -، فلما سرى عنه سكره ، نظر فإذا مخلق وعليه حلة ، فقال : ما شأني هذا ؟ قالت خديجة : زوجتني محمد بن عبد الله . قال : أُزوّج يتيم أبي طالب !؟ لا لعمري . فقالت : أما تستحي ؟! تريد أن تسفه نفسك عند قريش ، تخبر الناس أنك كنت سكران !! فلم تزل به حتى رضي " .<br /> ويتزوج الشريف الشريفة ، وتمر الأيام والأعوام على ذلك البيت الهادئ الجميل ، ويُرزق منها بالبنين ، والنبي الكريم يُقري الضيف ، ويعين الملهوف ، وينصر المظلوم ، ويكون في حاجة أهله ..<br /> ويجرف مكة سيل عرم وينحدر إلى البيت فيُصدّع جدرانه حتى أوشك على الوقوع والانهيار ، فاتفقت قبائل قريش على : <br /> <span style="color: red;"><br /> (16) إعادة بناء الكعبة :</span><br /> وتبني قريش الكعبة بشرط مسبوق : " ألا يدخل في بنائها إلا طيبا ، فلا يدخل فيها مهر بغي ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة لأحد من الناس " .<br /> ويشارك النبي الكريم صاحب الخمس وثلاثين عاما في البناء ، ويحمل الحجارة من الوادي مشاركا قومه في مثل هذا الحدث العظيم .<br /> ويرتفع البناء ، ويعود للبيت جلاله وهيبته ، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود حصل الاختلاف ، وتنازع القوم في شرف وضع الحجر الأسود أربع ليال أو خمس حتى كادت الحال أن تتحول إلى حرب ضروس !! إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد . فارتضى القوم ذلك .<br /> فإذا بمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب يكون ذلك الداخل . فهتف القوم : أن رضينا بالأمين .<br /> فطلب عليه الصلاة والسلام رداءً فوضع الحجر وسطه ، وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعا بأطراف ذلك الرداء ، وأمرهم أن يرفعوه ، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه . فرضي القوم بذلك ، وانتهى نزاع كادت دمائه أن تصل إلى الركب !!<br /> <br /> وتمر الأيام ... وغربة النبي الكريم تزداد يوما بعد يوم ، فوجوه يعرفها ، وأحوال ينكرها ، كان ذا صمت طويل يزدان بالتأمل والنظر ، لقد كانت تلك الفطرة التي جُُبل عليها تمنعه من أن ينحي لصنم ، أو يهاب وثن .<br /> فاعتزل القوم لما رأى من سفاهة أحلامهم ، وتفاهة عقولهم ، فكان عليه الصلاة والسلام لا يحضر عيدا لوثن ، ولا يشهد احتفالا عند صنم ، ولا يحلف بالاّت ، ولا يتقرب لعزى ، ولا يشرب خمرا ، ولا يأكل مذبوحا على نُصب ، فأبغض ذلك كله . يقول مولاه <br /> زيد بن حارثة رضي الله عنه : " ... فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما حتى أكرمه الله بالذي أكرمه وأنزل عليه " .<br /> فكان عليه الصلاة والسلام موحدا على ملة إبراهيم الخليل عليه السلام . <br /> لقد جمع الصادق الأمين من الأوصاف والشمائل ما جعلت محبته لا تقف عند البشر ، بل تتعداه إلى الحجر والشجر ، يقول عليه الصلاة والسلام بعد أن أكرمه الله بالرسالة : ( إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث ) !! .<br /> فصلوات ربي وسلامه عليه .<br /> <br /> وتمر الأيام ... حتى بدأ طور جديد من حياته صلى الله عليه وسلم ، فكان يرى الرؤية ثم لا يلبث حتى يراها واقعا مشهودا أمامه ، فكان ذلك بداية بشرى النبوة والرسالة والاصطفاء ، لتكون البداية الحقيقة في الغار بـ { أقرأ باسم ربك الذي خلق } ، وينادي المنادي في أصقاع المعمورة : إن محمدا قد بُعث !!<br /> <br /> فإذا عقارب السنين والأعوام قد دقت الأربعين !!<br /> فصلوات ربي وسلامه عليه ...<br />  </span></div> <div align="center" style="line-height: 200%;"> <span style="font-size: medium;"><span style="color: blue;">تلك الأربعون – لعمر الحق - : عراقة الخلال ، فكيف بما بعد الأربعين ، حين بُعث إلى العالمين !!<br /> </span>{ وإنك لعلى خلق عظيم } ..<br />  </span></div> </div> </div> </div> </div> </div> </div> </div> </div> </td></tr> </tbody></table> </div>

من هو محمد رسول الله؟ أربعون عاماً قبل النبوة

أربعون عاماً قبل النبوة بقلم عبد الملك بن محمد بن صالح الجاسر القاضي في المحكمة الإدارية في حائل ...

أقرأ المزيد »

صفات النبي وأمهات المؤمنين بالكتاب المقدس

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <br /> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhR3QdbFBwHdRvKOqoxgNFKGrC9K5LRYgfptwybnLIjJeGdqtefFGOk_-EMzoBDZ_XETyRsRg_mGkldiYK81CxtljPcdZsin6Vria3vfTRDz5pneVjD9j-63MAUo8SN9lcenicOFIDBpRuZ/s1600/1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="239" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhR3QdbFBwHdRvKOqoxgNFKGrC9K5LRYgfptwybnLIjJeGdqtefFGOk_-EMzoBDZ_XETyRsRg_mGkldiYK81CxtljPcdZsin6Vria3vfTRDz5pneVjD9j-63MAUo8SN9lcenicOFIDBpRuZ/s320/1.jpg" width="320" /></a></div> <span style="font-family: Simplified Arabic; font-size: medium;">عندما نبحث في الكتاب المقدس المعروف الآن عند أهل الكتاب عن بعض صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين، يجب ألا ننسى أننا نبحث في ركام من التحريف سواء بالحذف أو الإضافة أو تبديل كلام الله عن مواضعه.<br /> ولكن هذا لن يكون عائق عن وجود صفات النبي بمحتوى النص العام.<br /> فمع كثرة الصفات المذكورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتابهم المقدس الحالي، صعب تغيير نسبتها لغير الجهة الأصلية، ولذا سقطت محاولات المحرفين وتفسيرات التائهين على مر العصور.<br /> والأن مع أحد النصوص بكتابهم المقدس الحالي تخص بعض صفات النبي محمد وبعض وزوجاته عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه.<br /> <span style="color: red;">يقول النص: </span><br /> <span style="color: blue;">(لبني قورح. قصيدة. ترنيمة محبة. فاض قلبي بكلام صالح. متكلم انا بانشائي للملك. لساني قلم كاتب ماهر 2 أنت ابرع جمالا من بني البشر. انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك الله إلى الابد. 3 تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك. 4 وبجلالك اقتحم. اركب من اجل الحق والدعة والبر فتريك يمينك مخاوف. 5 نبلك المسنونة في قلب اعداء الملك. شعوب تحتك يسقطون 6 كرسيك يا الله الى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. 7 احببت البر وابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بدهن الابتهاج اكثر من رفقائك. 8 كل ثيابك مرّ وعود وسليخة. من قصور العاج سرّتك الاوتار.9 بنات ملوك بين حظياتك. جعلت الملكة عن يمينك بذهب اوفير 10 اسمعي يا بنت وانظري واميلي اذنك وانسي شعبك وبيت ابيك 11 فيشتهي الملك حسنك لأنه هو سيدك فاسجدي له....) {المزامير 45}</span><br /> فعلى من يكون مدار قصص الأنبياء كلها في الكتب السماوية الثلاثة، ومن تتوافر فيه هذه الصفات المباركة من ملك أو نبي أو أمير؟<br /> <span style="color: red;">صفات هذه الشخصية المباركة:</span></span><br /> <span style="font-family: 'Simplified Arabic'; font-size: medium; line-height: 1.6em;">1- فهو شخصية لبني قورح يمثل قصيدة وترنيمة جميلة، فهو من بني قورح، و(قورح) أقرب لفظاً وهجائاً ل(قوريش) بكتابة ونطق العجم اليهود، إذا أبعدنا مبدئ التحريف عندهم بحذف حرف الشين وتهميشه فنطقوا قريش أو قوريش (قورح) وإلا فأين هذا الشخص الذي بهذه الصفات المباركة وأين قورح هذه التي ظهر بها ؟</span> <br /> <div align="right"> <span style="font-family: Simplified Arabic; font-size: medium;">2- اللسان قلم والنعمة التي علي الشفايف مباركة إلى الأبد، لهي إشارة واضحة لأمية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن وحيه باللسان وكلام الشفايف مبارك إلى الأبد كما قال سبحانه : </span><br /> <span style="color: blue;"><span style="font-family: arial,helvetica,sans-serif;"><span style="font-size: 18px;">{ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } (سورة النجم 3 - 4)</span></span></span><br /> <span style="font-family: Simplified Arabic; font-size: medium;">3- هذه الشخصية المباركة يذكر النص أنها مجاهدة وراكبة في سبيل الله لنشر الحق والخير، ويستعمل السيف والسلاح من أجل ذلك، ومعلوم أن القرآن الكريم والسنة النبوية قد قصوا الكثير من جهاد الرسول والمؤمنين بالسلاح.<br /> 4- إنه سوف ينتصر على شعوب كثيرة وليس شعب واحد كما كان كل الأنبياء عدا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكل نبي بعثه الله لقومه إلا هو فبعثه الله للناس كافة، ولذا قد نصره الله سبحانه في جهاده وغزواته على مشركين الأصنام وعلى اليهود وعلى النصارى بجزيرة العرب، وأذعن له نصارى اليمن والروم بالشام ومصر والحبشة، وأهلك الله سبحانه كسرى ملك الفرس وبايع عامله باليمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.<br /> 5- سيرته عطرة وبخوره هو العود، ولقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم العود وله عليه أحاديث كثيرة، ومازالت العرب بالجزيرة العربية من أشهر وأكثر مستخدمي العود كبخور وعطور.<br /> عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال<span style="color: blue;"> :"إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءةً لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة ، وأزواجهم الحور العين.." البخاري 3327 مسلم 7078<br /> وزاد في رواية البخاري :" ومجامرهم الألوة الألَنجُوج عود الطيب.."</span><br /> قال النووي (شرح مسلم 17/170) : (الألوة) بفتح الهمزة وضم اللام أي العود الهندي.<br /> وقال الحافظ ابن حجر في الفتح 6/458<br /> الألنجوج بفتح الهمزة واللام ويكون النون بجيمين الأولى مضمومة والواو ساكنة: العود الذي يتبخر به، ولفظ الألنجوج هنا تفسير الألوة.<br /> 6- (مسحك الله الهك بدهن الابتهاج اكثر من رفقائك) هذا لا يحتاج تفسير غير أنه أفضل المرسلين وإمامهم وسيد ولد أدم ولا فخر كما أخبر عن نفسه صلى الله عليه وسلم.<br /> 7- (بنات ملوك بين حظياتك. جعلت الملكة عن يمينك بذهب اوفير 10 اسمعي يا بنت وانظري واميلي اذنك وانسي شعبك وبيت ابيك 11 فيشتهي الملك حسنك لأنه هو سيدك فاسجدي له) لم تذكر قصص الأنبياء كلها في الكتب السماوية الثلاثة لملك أو نبي أو أمير ما، وكانت بنات ملوك تحته وبملك يمينه سواء كانوا إماء أو زوجات ؟<br /> إن بنات الملوك تحته (من محظياته) وهذا حدث بالفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا ثلاثة من بنات الملوك، بل وإحداهن كما ذكر النص قد نسيت بيت أبيها وشعبها وكفره وعناده وأسلمت وتزوجت رسول الله بعد أن كانت أمة له صلى الله عليه وسلم، ولنبدأ بها من الثلاثة :-<br /> - صفيه بنت حيي – هي بنت ملك اليهود وبني قريظة وسائر قبائلهم بجزيرة العرب، ومعروف أن أبوها (حيي بن الأخطب) هو من أعلن عداوته لرسول الله وجهز وألب جيوش مشركي العرب وجمعهم بغزوة الأحزاب ثم دفع بني قريظة لخيانة العهد، وكانت ابنته صفية أمة لملك يمين رسول الله بعد قتل أبوها وشعبه من بني قريظة على يد رسول الله والصحابة في نهاية غزوة بني قريظة، وبالفعل نسيت صفية بنت حيي أبوها وبيته وشعبها وكفره وأسلمت طائعة مؤمنة تقية لله رب العالمين، وأعتقها رسول الله وتزوجها وكانت أم المؤمنين، طائعة لله ولزوجها رسول الله<br /> ولعل طاعتها كانت هي المقصودة بالسجود في النص السابق، لان ذلك كان معروف عند بني إسرائيل كما في قصة يوسف عليه السلام عندما سجدوا له إخوته وهو في الملك.<br /> إنه من العجيب أن تصبح يهودية أم للمؤمنين بعد إسلامها</span><span style="font-family: 'Simplified Arabic'; font-size: medium; line-height: 20.8000011444092px; text-align: -webkit-right;">،</span><span style="font-family: Simplified Arabic; font-size: medium;"> إلا أن تكون قد نسيت شعبها المغضوب عليه بالفعل.<br /> وإن قصة صفية بنت حيي رضي الله عنها لجديرة بالتدبر في كيفية مراقبة الفتاة الزكية لسير الهدي من حولها في المدينة المنورة.<br /> لقد تابعت الفتاة صفية بنت حيي عن قرب شهادة أبيها وعمها أن محمداً هو النبي المنتظر الموجود بالتوراة ، وذلك حين قدوم رسول الله للمدينة المنورة في بداية العام الهجري الأول، ثم تفاجأت من أبيها وعمها رغم هذه الشهادة إعلان عدواتهما للنبي صلى الله عليه وسلم.<br /> ثم عاصرت بعد ذلك بسنوات انتصار رسول الله والمؤمنين في غزوة الأحزاب ثم سقوط ملك أبيها وملك بني قريظة وقتلهم وتشريدهم على يد رسول الله وصحابته في غزوة بني قريظة.<br /> فنسيت أباها وقومها وعرفت أنهم لايستحقوا غير ذلك؛ لإنها شاهدت عداوتهم وكفرهم بعد علم اليقين وشهادة أبيها بلسانه أمامها أن محمد هو رسول الله النبي الخاتم الذي يجدونه مكتوب عندهم بالتوارة.<br /> فأمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام عن قناعة ورضى وطمأنينة لاتتزعزع، وهي مِن سِبطِ اللاَّوِي بن نبى الله اسرائيل بن إسحاق بن ابراهيم – عليهم السلام – ثم من ذرية نبى الله هارون –عليه السلام- و حيي بن أخطب - كان يومئذ سيد اليهود، وهو من بني النضير -<br /> تروى صفية بنت حيي فتقول:<br /> لم يكن أحد من أبي وعمي أحب إليهما مني، لم ألقهما في ولد لهما قط أهش إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول صلى الله عليه وسلم قباء - قرية بني عمرو بن عوف - غدا إليه أبي وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين، فوالله ما جاءانا إلا مع مغيب الشمس.<br /> فجاءانا فاترين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا، فهششت إليهما كما كنت أصنع فوالله ما نظر إلي واحد منهما، فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو؟<br /> قال: نعم والله !<br /> قال: تعرفه بنعته وصفته؟<br /> قال نعم والله !<br /> قال: فماذا في نفسك منه؟<br /> قال: عداوته والله ما بقيت.<br /> رأت في منامها كأن قمر السماء قد سقط في حجرها، فقصت رؤياها على ابن عمها فلطم وجهها وقال: أتتمنين ملك يثرب أن يصير بعلك، فما كان إلا مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وحصاره إياهم، فكانت صفية في جملة السبي وكانت عروساً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.<br /> ومن حديث أمية بنت أبي قيس الغفارية قالت أنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة عاماً يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية، وقبرها بالبقيع.<br /> <span style="color: red;">مارية القبطية:</span><br /> يمكن الوقوف على أصول أسرتها، إذا علمنا أن مارية القبطية لم تكن جارية عادية شأنها كشأن غيرها من الجواري، بمعنى أنها لم تكن من العامة وإنما كانت من خاصة خواص القبط.<br /> فعن عروة عن عائشة قالت : "أهدى ملك بطارقة الروم يقال له المقوقس جارية من بنات الملوك -يقال لها مارية- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..." [البداية والنهاية 304 / 5].<br /> قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في سنة سبع من الهجرة. وذكر المفسرون أن اسمها مارية بنت شمعون القبطية، بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين في مكة، بدأ الرسول في الدعوة إلى الإسلام ، وكتب الرسول - صلى الله عليه وسلم - كتبا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام، واهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فاختار من أصحابه من لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك، هرقل ملك الروم، كسرى أبرويز ملك فارس، المقوقس ملك مصر والنجاشي ملك الحبشة.<br /> لما أرسل الرسول كتاباً إلى المقوقس حاكم الإسكندرية والنائب العام للبيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة، واُعجب المقوقس بمقالة حاطب، فقال لحاطب: " إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهودٍ فيه، ولا ينهى عن مرغوب فيه، ولم أجدهُ بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والأخبار بالنجوى وسأنظر".<br /> أخذ المقوقس كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وختم إلى النبي صلى الله عليه وسلم: لمحمد بن عبدالله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك.<br /> أما بعد.<br /> فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك".<br /> وكانت الهدية جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين. وفي طريق عودة حاطب إلى المدينة، عرض على ماريه وأختها الإسلام ورغبهما فيه، فأكرمهما الله بالإسلام.<br /> وفي المدينة، أختار الرسول صلى الله عليه و سلم مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعره الكبير حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه. كانت ماريه رضي الله عنها بيضاء جميلة الطلعة، وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة رضي الله عنها، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الله صلى الله عليه و سلم بها. وقالت عائشة رضي الله عنها:" ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة-أو دعجة-.<br /> <span style="color: red;">ولادة مارية لإبراهيم:</span><br /> وبعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت مارية، وفرح النبي لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمره وفقد أولاده ما عدا فاطمـة الزهراء رضوان الله عليها. ولدت مـارية في "شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة"، طفلاً جميلاً يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد سماه إبراهيم، " تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام" وبالولادة أصبحت مـارية حرة.<br /> وعاش إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه وسلم سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً، " وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة"، وحزنت مارية حزناً شديداً على موت إبراهيم.<br /> <span style="color: red;">مكانة مارية في القرآن الكريم:</span><br /> لمـارية رضي الله عنها شأن كبير في الآيات المباركة وفي أحداث السيرة النبوية. "أنزل الله عز وجل صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم". وقد توفي الرسول عنها صلى الله عليه وسلم وهو راض عن مـارية، التي تشرفت بالبيت النبوي الطاهر، وعدت من أهله، وكانت مـارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما عرفت بدينها وورعها وعبادتها.</span></div> <div align="right"> <span style="font-family: Simplified Arabic; font-size: medium;"><span style="color: red;">جويرية بنت الحارث:</span></span></div> <div align="right"> <span style="font-family: Simplified Arabic; font-size: medium;"> هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة، كان أبوها ملك زعيم بني المصطلق، عاشت في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة، بدأ الشيطان يتسلل إلى قلوب بني المصطلق ويزين لهم بأنهم أقوياء يستطيعون هزيمة المسلمين، فأخذوا يعدون العدة ويتأهبون لمقاتلة المجتمع المسلم بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم.<br /> فتجمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بقيادتهم سيدهم الحارث بن أبي ضرار، وقد كانت نتيجة القتال انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وهزيمة بني المصطلق في عقر دارهم. فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن سبى كثيرا من الرجال والنساء، وكانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبي، فشاءت الأقدار في النهاية لتذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءت جويرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : "أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت،ولأن بني المصطلق كانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا" ولحكمة النبي صلى الله عليه وسلم قال لجويرية : "فهل لك في خير من ذلك؟ قالت : ' وما هو يا رسول الله ؟'. قال: ' أقضي عنك كتابتك وأتزوجك". وكانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية، ولكنها وجدت الأعظم من ذلك. ففرحت جويرية فرحا شديدا وتألق وجهها لما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع والهوان فأجابته دون تردد أو تلعثم : ' نعم يا رسول الله'. فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وأصدقها 400 درهم، وراحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أخلاقه وصفاته الحميدة حتى أصبحت مثلا في الفضل والفضيلة.<br /> فكانت أم المؤمنين جويرية من العابدات القانتات السابحات الصابرات وكانت مواظبة على تحميد العلي القدير وتسبيحه وذكره.<br /> ونقول أن هؤلاء الملوك الثلاثة الذين ذكرناهم والذين هم أباء لأمهات المؤمنين كما قلنا، لا يقلوا كمستوى ملك عن بعض ملوك العرب اليوم، وبعض دول العالم الصغيرة، وذلك من حيث مساحة الأرض، وعدد الأتباع والجيوش والمكانة المرموقة.<br /> وأخيراً نقول أن كل هذه الصفات السبعة مذكورة بنص واحد صغير لايتعدي عشرة سطور من كتابهم التوراة، فما بالنا بباقي المذكور من صفات بكامل كتابهم المقدس من التوراة والإنجيل، وكيف كانت هذه الصفات كلها قبل التحريف، إنهم حقاً يعرفونه كما يعرفون أبنائهم، صلى الله عليه وسلم<span style="color: blue;"> {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[البقرة 146].</span><br /> هذا والحمد لله رب العالمين.</span></div> <div style="text-align: center;"> <span style="font-family: Simplified Arabic; font-size: medium;"><span style="color: firebrick;"><br /></span></span></div> </div>

من هو محمد رسول الله؟ صفات النبي وأمهات المؤمنين بالكتاب المقدس

عندما نبحث في الكتاب المقدس المعروف الآن عند أهل الكتاب عن بعض صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين، يجب ألا ننسى أننا ن...

أقرأ المزيد »

ماذا لو كان بيننا الحبيب ؟!؟

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhm1fCyOffRA726wiK4vWC7zoFVax57PmLmSjrdXGKISisFfIwn7DkUg62ovIisP3SCq4DoTMcWkt0b9pvnWcDE5OFfpYBb9Fa7ousVRc6UAXBj0Clnb6j2FRMUkYbO2SdOxRI_Q1puyOCE/s1600/1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhm1fCyOffRA726wiK4vWC7zoFVax57PmLmSjrdXGKISisFfIwn7DkUg62ovIisP3SCq4DoTMcWkt0b9pvnWcDE5OFfpYBb9Fa7ousVRc6UAXBj0Clnb6j2FRMUkYbO2SdOxRI_Q1puyOCE/s1600/1.jpg" /></a></div> <span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><span style="font-size: 130%;"><span style="color: #ffcc66;"></span> <span style="color: #ff6600;"><b>هل كنا لنظلم بعضنا , هل كنا سننتقم بكل جبروت ؟ </b></span> <span style="color: #ff6600;"></span> <span style="color: #ff6600;"><b>هل سيملأ قلبنا الحقد , والبغضاء , والتناحر ؟</b></span> <span style="color: #ff6600;"></span> <span style="color: #ff6600;"><b>هل سنعيش في أجواء مشرئبة بالقلق والخوف والألم ؟</b></span> <b>..:..</b> <b>(( <span style="color: #00cccc;">تنهيدة</span> )) <span style="color: red;">..</span></b> <span style="color: #ff6666;"><b>يا رب , إنني ظلمتُ نفسي بكثرة ذنوبي ,,</b></span> <span style="color: #ff6666;"><b>يا رب , إني أعترفُ بتقصيري ,,</b></span> <span style="color: #ff6666;"><b>يا رب , إني أشكو إليك ضعف حيلتي ,,</b></span> <span style="color: #ff6666;"><b>يا رب , إني أسألك الجنة , ما قرب إليها من قول أو فعل أو عمل ,, وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو فعل أو عمل ...</b></span> <span style="color: #ff6666;"></span><span style="color: #660000;"> <b>..:..</b> </span> <span style="color: #000099;"><b>صدق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال : [ مثل المسلمون في (<span style="color: #ffcccc;">توادهم</span>) , و(<span style="color: #66ff99;">تراحمهم</span>) , و(<span style="color: #99ffff;">تعاطفهم</span>) , كمثل الجسد الواحد , إن </b></span> <span style="color: #000099;"></span> <span style="color: #000099;"><b>اشتكى منه عضو , تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ] ...</b></span> <span style="color: #009900;"><b>سبحان الله , ما أجملها من كلمات , وما أعظمها من معاني .. وما أقواها من تعابير , وما أحلاها من صلات وقربة ..</b></span> <b><span style="color: #cc66cc;">أرأيتم كيف شبه الرسول صلى الله عليه وسلم علاقة المسلمين ببعضهم البعض</span> <span style="color: #ff9900;">؟!؟</span></b> <span style="color: #cc66cc;"><b>أرأيتم كيف كانت عبارات الرسول صلى الله عليه وسلم تحكي عن صدق بنية الكائن البشري كونه مخلوق إجتماعي , يفرح بالاجتماع</b></span> <span style="color: #cc66cc;"></span> <b><span style="color: #cc66cc;">ويحزن بالفراق </span><span style="color: #ff9900;">؟!؟ </span></b> <span style="color: #6666cc;"><b>كيف صور الرسول صلى الله عليه وسلم خصائص وصفات البشرية في هذا الحديث الشريف ؟؟</b></span> <span style="color: #6666cc;"></span> <span style="color: #6666cc;"><b>كيف أكد على أن الإنسان يحتاج إلى أخ له , يستند إليه وقت الشدة والكرب ؟؟</b></span> <span style="color: #6666cc;"></span> <span style="color: #6666cc;"><b>كيف أثبت أن كينونة العالم كله جاثية على علاقة العالم وتفاعلها ضمن محيط البيئة ؟؟</b></span> <span style="color: #66ffff;"><b>..:..</b></span> <span style="color: #cc6600;"><b>هذا هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم , قول من لا ينطق عن الهوى , بل هو إلا وحي يوحى , علمه شديد القوى !!</b></span> <span style="color: #cc6600;"></span> <span style="color: #6600cc;"><b>...آآآهـ يا رسول الله , ماذا لو كنت بيننا ؟ ؟ ؟</b></span> <span style="color: #333399;"><b>ماذا لو رأيت حالنا ,, أكيد أنك ستبكي عليه !! </b></span> <span style="color: #000066;"><b>اللهم ابعث الرحمة في قلوب عباآآدكـ أجمعين ..</b></span> <span style="color: #7f6000;"> <b>وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد , ماذكره الذاكرون والأبرار , وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون والفجار ..</b></span></span></span><br /> <center> </center> <span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /> <br /> </span><h3 class="post-title entry-title" itemprop="name" style="text-align: center;"> <span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"> <a href="http://www.lawkanbynena.tk/2013/08/lawkanbynena.html"> ماذا لو كان بيننا الحبيب ؟!؟</a></span></h3> </div>

من هو محمد رسول الله؟ ماذا لو كان بيننا الحبيب ؟!؟

هل كنا لنظلم بعضنا , هل كنا سننتقم بكل جبروت ؟ هل سيملأ قلبنا الحقد , والبغضاء , والتناحر ؟ هل سنعيش في أجواء مشرئبة بالقلق والخوف ...

أقرأ المزيد »

تفاؤل الرسول صلى الله عليه وسلم

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><div id="printReady"><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi8lVn9nmkiQzeoMlxovSgrti4ELhb7oLsZsW_CX-O0TlJcTiyVUxgrE-d-WgkxOdNquPL9kBNVJXl-Tqc3a9uN_y0H1B-JrxK2A3YEKsZupdq6rkt1h7hRd9CJ_RnJ43AXsn4CsYc9f8I/s1600/logo.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi8lVn9nmkiQzeoMlxovSgrti4ELhb7oLsZsW_CX-O0TlJcTiyVUxgrE-d-WgkxOdNquPL9kBNVJXl-Tqc3a9uN_y0H1B-JrxK2A3YEKsZupdq6rkt1h7hRd9CJ_RnJ43AXsn4CsYc9f8I/s1600/logo.png" /></a></div><div style="text-align: right;"><br /></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">إن من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم صفة التفاؤل؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً في كل أموره وأحواله، في حلِّه وترحاله، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، وفي صحاح الأخبار دليل صدق على هذا؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم في أصعب الظروف والأحوال يبشِّر أصحابه بالفتح والنصر على الأعداء، ويوم مهاجره إلى المدينة فرارًا بدينه وبحثًا عن موطئ قدم لدعوته، نجده يبشر عدوًّا يطارده يريد قتله بكنز سيناله وسِوار<span class="Reference"><span class="Reference">[1]</span></span> مَلِكٍ سيلبسه، وأعظم من ذلك دينٌ حق سيعتنقه، وينعم به ويسعد في رحابه.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">نعم إنه التفاؤل، ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رءوسهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومخرج وقت اشتداد الأزمات، ومتنفس وقت ضيق الكربات، وفيه تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تفاءل وتعلق برب الأرض والسموات؛ فجعل الله له من كل المكائد والشرور والكُرب فرجًا ومخرجًا.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">فالرسول صلى الله عليه وسلم من صفاته التفاؤل، وكان يحب الفأل ويكره التشاؤم؛ ففي الحديث الصحيح عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "<span class="Hadeeth">لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة <span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وإذا تتبعنا مواقفه صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، فسوف نجدها مليئة بالتفاؤل والرجاء، وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبدًا.</span></span></span></span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">فمن تلك المواقف ما حصل له ولصاحبه أبي بكر -رضي الله عنه- وهما في طريق <a href="http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9" target="_blank">الهجرة</a>، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطبًا صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله: "<span class="Hadeeth">لا تحزن إن الله معنا</span>"، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه -أي غاصت قوائمها في الأرض- إلى بطنها<a href="http://islamstory.com/ar/%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A4%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85#_ftn3" name="_ftnref3"></a><span class="Reference"><span class="Reference">[3]</span></span>.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى الله أبصارهم؛ فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال: "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله، لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا. قال: <span class="Hadeeth">اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما</span>"<a href="http://islamstory.com/ar/%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A4%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85#_ftn4" name="_ftnref4"></a><span class="Reference"><span class="Reference">[4]</span></span>.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">ومنها تفاؤله بالنصر في <a href="http://www.islamstory.com/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1" target="_blank">غزوة بدر</a>، وإخباره صلى الله عليه وسلم بمصرع رءوس الكفر وصناديد قريش.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم عند <a href="http://www.islamstory.com/%D8%AD%D9%81%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%86%D8%AF%D9%82" target="_blank">حفر الخندق</a> حول المدينة، وذكره لمدائن كسرى وقيصر والحبشة، والتبشير بفتحها وسيادة المسلمين عليها.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم بشفاء المريض وزوال وجعه بمسحه عليه بيده اليمنى وقوله: "<span class="Hadeeth">لا بأس، طهور إن شاء الله</span>".</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">كل ذلك وغيره كثير، مما يدل على تحلِّيه صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة الكريمة.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وبعد، فما أحوج الناس اليوم إلى اتباع سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم: {<span class="Quran">لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا</span>} <span class="SuraaName">[الأحزاب: 21]</span>. إن واقع أمة الإسلام اليوم، وما هي فيه من محن ورزايا، ليستدعي إحياء صفة التفاؤل، تلك الصفة التي تعيد الهمة لأصحابها، وتضيء الطريق لأهلها، والله الموفق.</span></span></div></div></div>

من هو محمد رسول الله؟ تفاؤل الرسول صلى الله عليه وسلم

إن من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم صفة التفاؤل؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً في كل أ...

أقرأ المزيد »

زهد النبي صلي الله عليه وسلم

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><span style="font-size: large;"><br /></span><div id="printReady"> <div style="text-align: right;"><br /></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><span style="font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj6MfV8Kl_jWkUZ-dDQnWTi_B_gE-ca4lF3wGWbxAatQss6PqpCY4h0OlNAidYf63oGm5uhzeDhi0knqaFV8-BUJKD8yybckkTUbFoWytA1jbizm78TBMiUJgRiimwYPL4OMtYslLKL3B0/s1600/31-10-2012-1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="302" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj6MfV8Kl_jWkUZ-dDQnWTi_B_gE-ca4lF3wGWbxAatQss6PqpCY4h0OlNAidYf63oGm5uhzeDhi0knqaFV8-BUJKD8yybckkTUbFoWytA1jbizm78TBMiUJgRiimwYPL4OMtYslLKL3B0/s320/31-10-2012-1.jpg" width="320" /></a></span></div><br /><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">الزهد في حقيقته هو الإعراض عن الشيء، ولا يطلق هذا الوصف إلا على من تيسر له أمر من الأمور فأعرض عنه وتركه زهداً فيه، وأما من لم يتيسّر له ذلك فلا يقال إنه زهد فيه، ولذلك قال كثير من السلف: إن عمر بن عبد العزيز كان أزهد من أويس رحمة على الله الجميع، وقال مالك بن دينار عن نفسه: الناس يقولون مالك زاهد، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز، أي إنه هو الزاهد حقيقة، فإن الدنيا كانت بين يديه فلم يلتفت إليها. </span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا، وأقلهم رغبة فيها، مكتفياً منها بالبلاغ، راضياً فيها بحياة الشظف، ممتثلاً قول ربه عز وجل: {<span class="Quran">ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى</span>} <span class="SuraaName">[</span><span class="SuraaName">طه: 131</span><span class="SuraaName">]</span>، مع أن الدنيا كانت بين يديه، ومع أنه أكرم الخلق على الله، ولو شاء لأجرى له الجبال ذهباً وفضة.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وقد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره عن خيثمة أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت أن نعطيك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم نعطه نبياً قبلك، ولا نعطي أحداً من بعدك، ولا ينقص ذلك مما لك عند الله، فقال: اجمعوها لي في الآخرة، فأنزل الله عز وجل في ذلك: {<span class="Quran">تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا</span>} <span class="SuraaName">[</span><span class="SuraaName">الفرقان: 10</span><span class="SuraaName">]</span>، وخُيِّر صلى الله عليه وسلم بين أن يكون ملِكاً نبياً أو عبداً رسولاً، فاختار أن يكون عبداً رسولاً.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وأما حياته صلى الله عليه وسلم ومعيشته فعجب من العجب، يقول أبو ذر رضي الله عنه: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرّة المدينة، فاستقبلَنا أحدٌ، فقال: "<span class="Hadeeth">يا أبا ذر"</span>: قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "<span class="Hadeeth">ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا، تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيئاً أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه</span>"، ثم مشى فقال: "<span class="Hadeeth">إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم</span>"<a href="http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%AF_%D9%81%D9%89_%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84#_ftn1"><span class="Reference"><span class="Reference">[1]</span></span></a>، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "<span class="Hadeeth">اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا </span>-وفي رواية–<span class="Hadeeth"> كفافا</span>"، ودخل عليه عمر رضي الله عنه يوماً، فإذا هو مضطجع على رمالٍِ وحصيٍر ليس بينه وبينه فراش، وقد أثّر في جنبه، قال عمر: فرفعت بصري في بيته، فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر، فقلت: ادع الله فليوسع على أمتك، فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله، فقال: "<span class="Hadeeth">أوَفي شك أنت يا ابن الخطاب، أولئك قوم عُجِّلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا</span>"، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: "<span class="Hadeeth">ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب</span><span class="Hadeeth"> استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها</span>"، وكان فراشه صلى الله عليه وسلم من الجلد وحشوه من الليف.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وأما طعامه فقد كان يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة، وما توقد في بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، وإنما هما الأسودان التمر والماء، وربما ظل يومه يلتوي من شدة الجوع وما يجد من الدَّقل - وهو رديء التمر - ما يملأ به بطنه، وما شبع صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز برٍّ حتى قبض، وكان أكثر خبزه من الشعير، وما أُثر عنه أنه أكل خبزاً مرقّقا أبدا، ولم يأكل صلى الله عليه وسلم على خِوان - وهو ما يوضع عليه الطعام - حتى مات، بل إن خادمه أنس رضي الله عنه ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يجتمع عنده غداء ولا عشاء من خبزٍ ولحم إلا حين يأتيه الضيوف.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">ولم يكن حاله في لباسه بأقل مما سبق، فقد شهد له أصحابه رضي الله عنهم بزهده وعدم تكلّفه في لباسه وهو القادر على أن يتّخذ من الثياب أغلاها، يقول أحد الصحابة واصفاً لباسه: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلّمه في شيء فإذا هو قاعد وعليه إزار قطن له غليظ ، ودخل أبو بردة رضي الله عنه إلى عائشة أم المؤمنين فأخرجت كساء ملبدا وإزارا غليظا، ثم قالت: قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الثوبين، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وإن المرء ليقف متعجبا أمام ما يذكره علماء السير من وصفٍ لبيوت النبي صلى الله عليه وسلم وقلة متاعها، فلم يكن فيها شيءٌ يملأ العين من الأثاث ونحوه ، وما ذلك إلا زهداً في الدنيا وإعراضاً عنها.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">ولم يترك صلى الله عليه وسلم عند موته درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة، قالت عائشة رضي الله عنها: " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في رفِّي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفٍّ لي، فأكلتُ منه حتى طال عليَّ "، ومات عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهوديّ مقابل شيءٍ من الشعير.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">إن ما ذكرناه في هذه العجالة هو شيء يسير من أخبار إمام الزاهدين وسيد العابدين صلى الله عليه وسلم، وغيرها كثير لم يذكر، وستظل هذه الأخبار شواهد صدق على نبوته وزهده وإيثاره ما عند الله عز وجل، وإن فيها دعوة للأمة وللأجيال المؤمنة للزهد في الدنيا والحذر من فتنتها، فلو كانت الدنيا دليل محبة الله لصاحبها، لفاز بها خير الخلق وأكرمهم على الله.</span></span></div></div></div>

من هو محمد رسول الله؟ زهد النبي صلي الله عليه وسلم

الزهد في حقيقته هو الإعراض عن الشيء، ولا يطلق هذا الوصف إلا على من تيسر له أمر من الأمور فأعرض عنه وتركه زهداً فيه، وأما من لم يتيسّر...

أقرأ المزيد »

النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحقوق الإنسان

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><div id="printReady"><div style="text-align: right;"><br /></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><span style="font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjqlcKcxLEpU2-dH-6HvYh_5Mrehu1M7R6x-9mNvrPrxoJwtmihA3mW1jQyIMEN2p9li_D-qm12bBO3MCY7wiJKZ0YfRhS6PaIJicN-h9-FaLzhn5waF2361J3uqYov1hE5pNqrBkg29BU/s1600/new_1419811886_831.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="266" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjqlcKcxLEpU2-dH-6HvYh_5Mrehu1M7R6x-9mNvrPrxoJwtmihA3mW1jQyIMEN2p9li_D-qm12bBO3MCY7wiJKZ0YfRhS6PaIJicN-h9-FaLzhn5waF2361J3uqYov1hE5pNqrBkg29BU/s320/new_1419811886_831.jpg" width="320" /></a></span></div><br /><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">غني عن البيان أن الإسلام يوم أن جاء إلى الناس ظهر في مجتمع تعددت فيه جنسيات الأرقّاء، زنجًا ورومًا وفرسًا وأحباشًا... إلخ، وأهم من ذلك تعددت فيه المصادر والروافد التي تمد "نهر الرقيق" بالمزيد والمزيد من الأرقاء، والتي تجعل هذا النهر دائم الفيضان.. فلما جاء الإسلام اتخذ من هذا "النظام الاستعبادي" الموقف المغاير والهادف إلى إلغاء الرق، ولكن بالتدريج.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">حث الإسلام المسلمين على عتق الرقاب، بأن جعله قُربة يتقربون بها إلى الله، فمن أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوًا من أعضاء مُعتقيه من عذاب النار. وجعل كفارة بعض الذنوب التي يرتكبها العبد عتق رقبة.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">ويتصل بمبدأ كرامة الإنسان، بوصفه إنسانًا، مبدأ آخر هو أن الناس جميعًا أمة واحدة: ربهم واحد، وأصلهم واحد، قال تعالى: {<span class="quran">يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا</span>} <span class="suraaname">[النساء: 1]</span>. وقال تعالى: {<span class="quran">يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ</span>} <span class="suraaname">[الحجرات: 13]</span>.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">مما سبق يمكن القول: إن مفتاح موضوع حقوق الإنسان في الإسلام هو مبدأ كرامة الإنسانية الذي قررته نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ فالله عز وجل كرم الإنسان بوصفه إنسانًا، بصرف النظر عن عنصره أو لونه أو ديانته!!</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">ومنهج القرآن صريح في هذا المعنى، فهو لا يتحدث عن العرب أو المسلمين أو الذين آمنوا، وإنما يتحدث عن الإنسان بوصفه (ابن آدم)، قال تعالى: {<span class="quran">وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً</span>} <span class="suraaname">[الإسراء: 70]</span>.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وبنظرة فاحصة في مصادر الإسلام الأساسية -القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة- نستطيع أن نتبيَّن أن الإسلام قد اعترف -منذ البداية- بحق الإنسان في المساواة، وحقه في الحرية، بصورة صريحة وواضحة تمامًا. واعترافه أيضًا بالحقوق الأخرى المتفرعة عن هذين الحقين. ولم يكتف الإسلام بمجرد الاعتراف للإنسان بهذه الحقوق، بل سعى إلى تأصيلها، وبيان مرتكزاتها بصورة مقنعة للعقول؛ بهدف ترسيخ هذه المعاني في الأذهان، وتعميقها في النفوس.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">ومن العذابات التي عانى منها الإنسان في رحلته التاريخية -ولا يزال- تلك الصور من التمييز اللوني، فهناك في العالم صور لتعالي الرجل الأبيض، وتصنيف البشر إلى سادة ومنبوذين؛ إمّا بسبب لونهم أو عنصرهم، وجعل بعض الحيوانات كالقطط والكلاب، أكثر كرامة وأوفى حقوقًا من الإنسان الملون في "حضارة الرجل الأبيض"!! "وليست نظريات التمييز العرقي والقبلي والقومي التعصبي والطائفي، بأقل هدرًا وإلغاءً لحقوق الإنسان وكرامته من التمييز اللوني والحكم الطبقي والإقطاعي والثيوقراطي وتحكم رجال الدين"<span class="reference">(1)</span>.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">فاقتضت إرادة الله الرحيم بعباده أن ينقذهم من سقطتهم، وأن يجعل منهم خير أمة أخرجت للناس، فأرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمة للعاملين، وهاديًا للناس أجمعين، أرسله بخاتمة الرسالات الربانية لتكون دين الإنسانية عامة، وعقيدة البشرية جمعاء، قال تعالى: {<span class="quran">هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ</span>} <span class="suraaname">[الجمعة: 2]</span>.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">"وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحكم في العاصمة، ولا يرسم سياسة المال، ولكنه كان يحكم الروابط بين قلوب المسلمين في الريف والمدن البعيدة، فتقوم بينها محبة الإسلام وتكافل الإسلام وتراحم الإسلام، في الوقت الذي كانت البيئة الزراعية المماثلة في أوربا تقوم على علاقة السادة والعبيد.. سادة لهم الأمر كله والملك كله، وعبيد ليس لهم من الأمر شيء سوى العبودية المطلقة والانعدام الذليل"<span class="reference">(2)</span>.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وبالمقابل نجد أن الإسلام يقدم منظورًا واقعيًّا لحقوق الإنسان في تشريعاته، منسجمًا مع الفطرة الإنسانية وثابتًا في التصور، حيث حدد الحقوق بأوامره ونواهيه الشرعية، ورسم الكيفية والضمانات التي يتم بها تأكيد تلك الحقوق وإبرازها، وبيَّن الأداة التي يناط بها إقامتها.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وهذا ما أرساه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مبدأ الشورى (كحق من حقوق الإنسان في الإسلام)، والذي يتبلور في إطاره الحل الأمثل والعلاج الأنجح لكل المشاكل صغيرها وكبيرها. وغني عن القول أن يوصف -مبدأ الشورى- بأنه أعظم المبادئ دستورية و"ديمقراطية" تأكدت في ظله حقوق الإنسان، وكشف للعالم المتمدن عن أروع نظام سياسي عرفته البشرية في ظل هذا المجتمع الإسلامي الذي تحكمه وحدة القيادة، ويسوده العدل القضائي في دولة الإسلام العالمية<span class="reference">(3)</span>.</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">ففي هذا المبدأ بيَّن الرسول الكريم، جملة من المسئوليات التي تقع على عاتق الحكام والمحكومين، فوضع أساسًا قيِّمًا لمسئولية رجال الحكم أمام الأمة، فقال عليه الصلاة والسلام: <span class="hadeeth">«إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويسخط لكم ثلاثًا، يرضى لكم أن تعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاَّهُ أمركم»</span> (رواه مسلم وأحمد عن أبي هريرة).</span></span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">وهذا كله بخلاف ما تقرر في الفكر الغربي الرأسمالي الذي ربط مصدر الحقوق وتشريعاتها بمبدأ الحرية، وترك الأمر لكل قادر لنيل حقوقه بناء على ما يراه من مصلحة. ثم قيَّدها بالقيود الخيالية، عند الاضطرار لذلك. كالتأكيد على أن الحقوق والحرية الفردية تنتهي حين تبدأ حقوق الغير، أو التأكيد على عدم تدخل الدولة إلا عند انتهاك الحريات، وجعل مسئوليتها الرئيسية: حماية الحريات دون رعاية الشئون؛ مما يجعل الحقوق في الغالب أمرًا نظريًّا، لا أثر له في الواقع؛ نظرًا لعدم إمكانية الاتفاق حول "المصلحة"، ولوجود الأثرة والنزعة الأنانية لدى الكثيرين؛ مما يؤدي في النهاية إلى سيطرة القويّ على الضعيف، وسطوة القادرين، ووضع التشريعات من قِبل الرأسماليين لخدمة مصالح طبقتهم وحدها دون مراعاة سائر حقوق أفراد المجتمع.</span></span></div></div></div>

من هو محمد رسول الله؟ النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحقوق الإنسان

غني عن البيان أن الإسلام يوم أن جاء إلى الناس ظهر في مجتمع تعددت فيه جنسيات الأرقّاء، زنجًا ورومًا وفرسًا وأحباشًا... إلخ، وأهم من ذلك تع...

أقرأ المزيد »

صور من عظمة محمد عليه الصلاة والسلام

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><br /><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><span style="font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhVguTfT2XpfkbKkmIf5OZIss_iYSdZN_Z0unym8xtLVW2MLHNmAAsogwVmgA3hX3YXvoJi4YEzsuJA8IIIeiPp4Km_RPrYNys8EaG3KbkQSE4sGwnSLiulTxPm3DoLCxH-tMXdANPtzTY/s1600/2.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="160" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhVguTfT2XpfkbKkmIf5OZIss_iYSdZN_Z0unym8xtLVW2MLHNmAAsogwVmgA3hX3YXvoJi4YEzsuJA8IIIeiPp4Km_RPrYNys8EaG3KbkQSE4sGwnSLiulTxPm3DoLCxH-tMXdANPtzTY/s320/2.jpg" width="320" /></a></span></div><br /><span style="font-size: large;"><span style="font-family: times new roman,times;">قبل أن نخوض في بعض مناحي عظمة الرسول لا بد أن نقول : إنّ مما يدل على عظمة النبي صلى الله عليه وسلم : هو كثرة أسمائه وصفاته ، قال بعضهم : أعطاه اسمين من أسمائه : رؤوف ، رحيم . <br /> قال الحسين بن الفضل : لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه قال عن نفسه (إنّ الله بالناس لرؤوف رحيم )الحج 65 وقال عن النبي صلى الله عليه وسم ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) التوبة 128 .<br /> وعن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ لِي أَسْمَاءً ، أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ .<br /> عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَقِيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ ، وَأَنَا الْمُقَفَّى ، وَأَنَا الْحَاشِرُ ، وَنَبِيُّ الْمَلاحِمِ .<br /> عندما كان محمد صلى الله عليه وسلم في محاولته لكسب رؤساء قبيلة ( قريش ) وفي أثناء حديثه معهم حاول عبد الله بن أم مكتوم وهو (بصير ) أن يسأل عن شيء مهم من أمور الإسلام فانصرف عنه النبي صلى الله عليه وسلم فعاتب القرآن النبي محمد في سورة ( عبس ) لانصرافه عنه وصرف وجهه إلى صنديد الكفر رغبة منه في دخوله في الإسلام فاعتبر القرآن ذلك أنه لا حاجة له في تمني دخولهم الإسلام ولكن المسلمين الذين جاءوا إليك أولى بهذا الاهتمام ، وما يدريك يا محمد أن هذا الكافر سوف يزكى ويدخل في الإسلام إنه في علم الغيب والأمر موكل إلى الله . ولقد حدثت واقعة أخرى قريبة من تلك عندما اتفق مبدئياً كفار قريش وصناديدها مع الرسول على أن يجعل لهم يوماً يجلسون معه فيه ويجعل للفقراء والعبيد يوم خاص بهم وكان هذا شرط لإيمانهم وقد كاد يميل قلب الرسول لهذا الاقتراح فعاتبه ربه على ذلك وطلب منه أن يترك هذا الاقتراح فالمسلمون سواسية كأسنان المشط وقال تعالى في هذا العتاب ( لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ، إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ) . وفي هاتين الحالتين لم يكتم النبي ما نزل إليه من الوحي وهذا دليل واضح على عظمته .<br /> <span style="color: blue;"><br /> وصورة أخرى من عظمته : </span>عندما سألته زوجته عائشة أم المؤمنين عن خديجة ألم يعوضك الله خيراً منها ؟ فأجابها : لا، فهي التي آمنت به وصدقته عندما كذبه الناس وعادوه ! فلم يستسلم للغيرة ولم يحاول أن يخدعها أو يجاملها . وهذا عظمته من صلى الله عليه وسلم .<br /> <br /> وعندما خُيّرَ رسول الله في أن يكون نبينا ملكاً أو عبداً نبياً فاختار أن يكون عبداً نبياً لما في مقام العبودية من الشرف والتكريم فقال تعالى وهو ينسبه إلى نفسه : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى " يدل ذلك على رفضه اختيار الملك من قبل الله تعالى .<br /> عرض عليه كفار قريش مرة المُلكَ والجاه والسلطان والمال والثروة والرياسة عليهم بل على العرب جميعاً في مقابل ترك الدعوة الإسلامية والرجوع إلى آلهتهم الضالة فقالوا قولتهم المشهورة : إن كنت تريد مالاً جمعنا لك المال وجعلناك أغنى رجلا فينا وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا وجعلنا لك الأمر وإن كان بك مس من الجن أو مرض لا يشفى عالجناك حتى تشفى من هذا المرض .فرفض كل ذلك ورفض كل تلك الإغراءات الكذابة التي لا تغري إلا ضعاف القلوب وأصحاب العقول الفاسدة الذين يركنون إلى الدنيا وملذاتها وينسون الآخرة وما فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولته الشهيرة التي يذكرها التاريخ له بكل ما فيها من نور وضياء وهدى ورحمة قال لعمه أبو طالب يا عم والله لو جعلوا القمر عن يميني والشمس عن يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه . إنها قولة تقشعر لها الجلود وتخشع لها القلوب قولة رجل واثق من نصر ربه واثق ومؤمن بما يبلغ عن ربه من أن الله سينصر هذا الدين ويعلي رايته ولو كره الكافرون .<br /> فكان هذا النبي العظيم جديراً لأن يحظى بكل حب وبكل تقدير وبكل احترام وبكل تبجيل من جميع من اتبعوه وآمنوا به واتبعوا النور الذي جاء به وممن لم يؤمنوا به .<br /> <span style="color: blue;"><br /> ومن صور عظمته</span> ما روى ابن ماجه في سننه عن قيس بن أبي حازم : أن رجلاً أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بين يديه فأخذته رعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هوّن عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد)<br /> نعم فهذا التواضع هو من عظمة الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .<br /> <br /> ومن ينسى الموقف العظيم عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا فقال لأهلها بعد أن آذوه وعذبوه : ما تظنون أني فاعل بكم ؟ فقالوا أخ كريم وابن أخ كريم . فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء .<br /> <br /> إن هذا الرجل نجح في حياته واستمر نجاحه بعد موته على يد أتباعه ، فقد صنع الأبطال إنها مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي خرجت الأبطال والدعاة الذين جابوا الأرض شرقاً وغرباً لنشر دين الله ونوره وتبليغه إلى الناس . إن أعظم موقف يدل على عظمة الرجال الذين صنعهم في حياته هو موقفهم عند موته ، عندما قام أبو بكر غير متأثر بهذا الخبر فدخل على رسول الله بعد ما سمع بوفاته وخرج على المسلمين وقال " أيها الناس ، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " . وقرأ قوله تعالى " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ " .<br /> ولذلك ليس غريب أن يضعه مايكل هارت في كتابه العظماء مائة في مقدمتهم فقال مايكل عن سبب اختياره لمحمد وكونه الأعظم فقال : ( إن اختياري لمحمد ليقود قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض .. ولكنه كان ( أي محمد) الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً في كل من المستوى الديني والدنيوي ) .<br /> وقال عنه أحد المفكرين الغربيين أنه لو أعطى لمحمد زمام الأمور في هذا العالم المليء بالملابسات والمشكلات لقاد البشرية إلى بر الأمان .<br /> " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " ( الأحزاب : 21 )<br /> ويمكننا الآن أن نستنتج لماذا قال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ "</span></span></div>

من هو محمد رسول الله؟ صور من عظمة محمد عليه الصلاة والسلام

قبل أن نخوض في بعض مناحي عظمة الرسول لا بد أن نقول : إنّ مما يدل على عظمة النبي صلى الله عليه وسلم : هو كثرة أسمائه ...

أقرأ المزيد »

عظمة محمد عليه الصلاة والسلام

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><span style="font-size: small;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh9Ye6P_dTyxdzo7tdDVYtxXFZFg3Ik7_4N72z3j3Gy_89ciDG9RkzwHRFL2nRhUmuQptWSMCS2S0PqL_XKVcSclK5j216FntQKZxXynqY0pwvrKmTMkYgPXYfC6EdY1bQx0RW8pFrcLuI/s1600/logo.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh9Ye6P_dTyxdzo7tdDVYtxXFZFg3Ik7_4N72z3j3Gy_89ciDG9RkzwHRFL2nRhUmuQptWSMCS2S0PqL_XKVcSclK5j216FntQKZxXynqY0pwvrKmTMkYgPXYfC6EdY1bQx0RW8pFrcLuI/s1600/logo.png" /></a></span></div><span style="font-size: small;"><br /></span><br /><div id="entry-summary" style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">محمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي جمع العظمة من أطرافها، وما من أحد من هؤلاء إلا كانت له نواحٍ يحرص على سترها، وكتمان أمرها، ويخشى أن يطَّلع الناس على خبرها، نواحٍ تتصل بشهوته، أو ترتبط بأسرته.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-size: small;"><br /></span><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;"> إنَّ من الظلم لمحمد، وإنَّ مِن الظلم للحقيقة، أن نقيسه بواحد من هؤلاء الآلاف من العظماء الذين لمعت أسماؤهم من دياجي التاريخ، من يوم وُجد التاريخ، فإنَّ مِن العظماء من كان عظيم العقل، ولكنه فقير في العاطفة وفي البيان، ومن كان بليغ القول وثَّاب الخيال، ولكنه عادي الفكر، ومن برع في الإدارة أو القيادة، ولكن سيرته وأخلاقه كانت أخلاق السوقة الفجار.</span><br /><span style="font-size: small;"><br /></span><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;"> ومحمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي جمع العظمة من أطرافها، وما من أحد من هؤلاء إلا كانت له نواحٍ يحرص على سترها، وكتمان أمرها، ويخشى أن يطَّلع الناس على خبرها، نواحٍ تتصل بشهوته، أو ترتبط بأسرته، أو تدلُّ على ضعفه وشذوذه، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي كشف حياته للناس جميعًا، فكانت كتابًا مفتوحًا، ليس فيه صفحة مطبقة، ولا سطر مطموس، يقرأ فيه من شاء ما شاء.</span><br /><span style="font-size: small;"><br /></span><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;"> وهو وحده الذي أذن لأصحابه أن يذيعوا عنه كلَّ ما يكون منه ويبلغوه، فرووا كلَّ ما رأوا من أحواله في ساعات الصفاء، وفي ساعات الضعف البشري، وهي ساعات الغضب، والرغبة، والانفعال.</span><br /><span style="font-size: small;"><br /></span><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;"> وروى نساؤه كلَّ ما كان بينه وبينهنَّ، هاكم السيدة عائشة رضي الله عنها تعلن في حياته وبإذنه أوضاعه في بيته، وأحواله مع أهله؛ لأنَّ فعله كلَّه دين وشريعة، وكتب الحديث والسير والفقه ممتلئة بها، لقد رووا عنه في كلِّ شيء حتى ما يكون في حالات الضرورة البشرية، فعرفنا كيف يأكل، وكيف يلبس، وكيف ينام، وكيف يقضي حاجته، وكيف يتنظف من آثارها.</span><br /><span style="font-size: small;"><br /></span><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;"> فأروني عظيما آخر جَرؤَ أن يغامر فيقول للناس: "هاكم سيرتي كلها، وأفعالي جميعًا، فاطلعوا عليها، وارووها للصديق والعدو، وليجد من شاء مطعنًا عليها؟".</span><br /><span style="font-size: small;"><br /></span><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;"> أروني عظيمًا آخر دُوِّنَت سيرته بهذا التفصيل، وعرفت وقائعها وخفاياها بعد ألف وأربعمائة سنة، مثل معرفتنا بسيرة نبينا؟ والعظمة إما أن تكون بالطباع والأخلاق والمزايا والصفات الشخصية، وإما أن تكون بالأعمال الجليلة التي عملها العظيم، وإما أن تكون بالآثار التي أبقاها في تاريخ أمته وفي تاريخ العالم، ولكلِّ عظيم جانب من هذه المقاييس تُقاس بها عظمته، أما عظمة محمد تقاس بها جميعًا؛ لأنَّه جمع أسباب العظمة، فكان عظيم المزايا، عظيم الأعمال، عظيم الآثار.</span><br /><span style="font-size: small;"><br /></span><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;"> والعظماء إما أن يكونوا عظماء في أقوامهم فقط، نفعوها بقدر ما ضروا غيرها، كعظمة الأبطال المحاربين والقواد الفاتحين، وإما أن تكون عظمته عالمية، ولكن في جانب محدود في كشف قانون، من القوانين التي وضعها الله في هذه الطبيعة وأخفاها حتى نعمل العقل في الوصول إليها، أو معرفة دواء من أدوية المرض، أو وضع نظرية من نظريات الفلسفة، أو صوغ آية من آيات البيان، قصة عبقرية، أو ديوان شعر بليغ.</span><br /><span style="font-size: small;"><br /></span><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;"> أما محمد صلى الله عليه وسلم فكانت عظمته عالمية في مداها، وكانت شاملة في موضوعاتها.</span></div></div>

من هو محمد رسول الله؟ عظمة محمد عليه الصلاة والسلام

محمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي جمع العظمة من أطرافها، وما من أحد من هؤلاء إلا كانت له نواحٍ يحرص على سترها، وكتمان أمرها، ويخشى أن...

أقرأ المزيد »

خلق الرفق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><br /><div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><span style="font-size: small;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgQaDx2vt-2MW5cy_hKrQ96nPSjYulOkpvUCZQsUnc11hp_MDiFPvzbFREgekCPuZ-XsO1fcVmnlnY1UjVQ_dPIw-DRJ2ldi0Kuotg0g-lBmomlfkFxOj_N4B8Bj-nZPpZsuggnUCL7uVw/s1600/1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="160" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgQaDx2vt-2MW5cy_hKrQ96nPSjYulOkpvUCZQsUnc11hp_MDiFPvzbFREgekCPuZ-XsO1fcVmnlnY1UjVQ_dPIw-DRJ2ldi0Kuotg0g-lBmomlfkFxOj_N4B8Bj-nZPpZsuggnUCL7uVw/s320/1.jpg" width="320" /></a></span></div><span style="font-size: small;"><br /></span><br /><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فإن النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> أتى إلى البشرية بتطهير النفس من الأخلاق الرديئة، وحثها على الأخلاق الحسنة. ومن أعظم الأخلاق الفاضلة التي أوصى بها النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> خلق الرفق، ذلك الخلق الرفيع الذي يضع الأمور في نصابها، ويصحح الأخطاء، ويقوِّم السلوك، ويهدي إلى الفضائل بألطف عبارة وأحسن إشارة وطريقة مؤثرة.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">لقد أكثر النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> في الرفق فقال: "<span class="Hadeeth">إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[2]</span></span>. وفي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> قال: "<span class="Hadeeth">إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه</span><span class="Hadeeth">،</span><span class="Hadeeth"> ولا ينزع من شيء إلا شانه</span>". وهذا يدل على أهمية هذا الخلق، وحاجة الخلق إليه في سائر شئونهم.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">إن الرفق يعني لين الجانب بالقول والفعل، واللطف في اختيار الأسلوب وانتقاء الكلمات، وطريقة التعامل مع الآخرين، وترك التعنيف والشدة والغلظة في ذلك، والأخذ بالأسهل. والرفق عام يدخل في كل شيء.. تعامل الإنسان مع نفسه، ومع أهله، ومع أقاربه، وأصحابه، ومع من يشاركه في مصلحة أو جوار، وحتى مع أعدائه وخصومه، فهو شامل لكل الأحوال والشئون المناسبة له.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">إن استعمال الرفق في الأمور يؤدي إلى أحسن النتائج وأطيب العواقب، ويبارك الله في هذا السلوك وينفع به. أما استعمال العنف والشدة والغلظة فتفسد الأمور وتصعبها على أصحابها، وتجعل النتائج عكسية، ويحرم الخير من ترك الرفق، وترفع البركة في عمله، ويصعب عليه الأمر. قال رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: "<span class="Hadeeth">من يحرم الرفق يحرم الخير كله</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[3]</span></span>. وقال <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: "<span class="Hadeeth">إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[4]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">كما أن الرفق له أثر حسن في التأليف بين القلوب والإصلاح بين المتخاصمين، وهداية الكفار واستياقهم إلى الإسلام والبركة في الرزق والأجل، كما قال النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: "<span class="Hadeeth">إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[5]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">وليست الرجولة والمروءة في ترك الرفق واستعمال العنف والشدة في سائر الأحوال، ويخطئ من يظن أن استعمال الرفق ينقص من قدر الإنسان، أو يكون علامة على ضعف الإنسان وخوره في طلب الحقوق، فإن هذا الفهم خاطئ من موروثات الجاهلية؛ لأن سلوك الرفق لا يقتضي ترك المطالبة بالحق أو السكوت عن الباطل أو المداهنة فيه أو التنازل عن الحقوق، وإنما هو استعمال اللطف في الأسلوب والطريقة فقط دون المضمون؛ فالرفيق يطالب بحقه ويبين الشرع ويأمر بالمعروف ويؤدب من تحت يده ويعامل الناس، ولكن كل ذلك يفعله بسلوك اللطف والرفق. قال الله تعالى: {<span class="Quran">اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى </span>*<span class="Quran"> </span><span class="Quran">فَقُول</span><span class="Quran">ا</span><span class="Quran">َ</span><span class="Quran"> لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى</span>} <span class="SuraaName">[طه: 43، 44]</span>. وقال سفيان الثوري: "لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث: رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر عدل بما ينهى، عالم بما يأمر عالم بما ينهى".</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">لقد كان رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> يعيش الرفق ويتمثل به في سائر أحواله وشئون حياته، كما قالت عائشة رضي الله عنها: "ما خُيِّر رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه"<span class="Reference"><span class="Reference">[6]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">وقد ثبت ذلك عنه في مجالات كثيرة، منها:</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">1- الرفق مع الأهل: قالت عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل شيء منه قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى، فينتقم لله تعالى"<span class="Reference"><span class="Reference">[7]</span></span>. وكانت زوجه عائشة إذا هويت شيئًا أتبعها إياه ما لم يكن إثمًا، وقد أذن لها <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> بالنظر إلى أهل الحبشة وهم يلعبون، وأذن لها بالفرح واللعب يوم العيد.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">2- الرفق مع الخادم: فعن أنس بن مالك <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg" /></span> قال: "خدمت رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> عشر سنين، والله ما قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء: لمَ فعلت كذا، وهلاَّ فعلت كذا"<span class="Reference"><span class="Reference">[8]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">3- الرفق مع الأطفال: فعن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- قالت: "كان رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم، ويحنكهم ويدعو لهم"<span class="Reference"><span class="Reference">[9]</span></span>. وعن أنس <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg" /></span> قال: "كان رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح على رءوسهم"<span class="Reference"><span class="Reference">[10]</span></span>. وكان دائمًا يقبِّل الحسن والحسين ويلاعبهما. وحمل أمامة بنت زينب في الصلاة؛ رفقًا بها.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">4- الرفق مع السائل: قال أنس: "كنت أمشي مع رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> وقد أثَّرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء"<span class="Reference"><span class="Reference">[11]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">5- الرفق في تعليم الجاهل: عن معاوية بن الحكم السلمي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg" /></span> يقول: "بينما أنا أصلي مع رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، ما شأنكم تنظرون إليَّ. فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمِّتونني، لكني سكتُّ، فلما صلى النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فو الله ما قهرني ولا ضربني، ولا شتمني، قال: <span class="Hadeeth">إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[12]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">6- الرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: عن أَبي هريرة <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg" /></span> قَالَ: "بال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: <span class="Hadeeth">دعوه وأريقوا على بوله سَجْلاً من ماء أو ذَنُوبًا من ماء؛ إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[13]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">7- الرفق مع العاصي التائب: عن أبي هريرة <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg" /></span> أنه قال: "بينما نحن جلوس عند النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت! قال: <span class="Hadeeth">ما لك</span>؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم. فقال <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: <span class="Hadeeth">هل تجد رقبة تعتقها</span>؟ قال: لا. قال: <span class="Hadeeth">فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين</span>؟ قال: لا. فقال<span class="Hadeeth">: فهل تجد إطعام ستين مسكينًا</span>؟ قال: لا. فمكث النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>، قال: فبينما نحن على ذلك أُتي النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> بعرق فيه تمر والعرق المكتل فقال: <span class="Hadeeth">أين السائل</span>؟ فقال: أنا. فقال: <span class="Hadeeth">خذه فتصدق به</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[14]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">وكذلك رَفِقَ مع الرجل الذي قبَّل امرأة وجاء نادمًا، فبيَّن له أن الصلاة كفارة لذنبه ولم يعنِّف عليه، وهذا ثابت في الصحيح.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">8- الرفق في الصبر على الأذى: قالت عائشة -رضي الله عنها- للنبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: (عن عائشة -رضي الله عنها- قالت للنبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: <span class="Hadeeth">لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضتُ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقتُ وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلاَّ وأنا بقرن الثعالب، فرفعتُ رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال</span><span class="Hadeeth">:</span><span class="Hadeeth"> إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال، فسلم عليَّ، ثم قال</span><span class="Hadeeth">:</span><span class="Hadeeth"> يا محمد، فقال</span><span class="Hadeeth">:</span><span class="Hadeeth"> ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين</span>. فقال النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: <span class="Hadeeth">بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا</span>)<span class="Reference"><span class="Reference">[15]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">9- الرفق في التعامل مع الكفار: فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (دخل رهط من اليهود على رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> فقالوا: السام عليك. ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة. فقال رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: <span class="Hadeeth">مهلاً يا عائشة؛ فإن الله يحب الرفق في الأمر كله</span>. فقلت: يا رسول الله، أوَلم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: <span class="Hadeeth">فقد قلت عليكم</span>)<span class="Reference"><span class="Reference">[16]</span></span>. وكان <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> يخاطب الكفار ويناظرهم، ويقبل هديتهم، ويعود مريضهم ويجيرهم، ويحسن إليهم إذا اقتضت المصلحة ذلك.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">10- الرفق بالناس في العبادات: قال جابر بن عبد الله: (أقبل رجل بناضحين<span class="Reference"><span class="Reference">[17]</span></span> وقد جنح الليل، فوافق معاذًا يُصلي فترك ناضحه وأقبل إلى معاذ، فقرأ بسورة البقرة أو النساء، فانطلق الرجل وبَلَغَه أن معاذًا نال منه، فأتى النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> فَشَكَا إليه معاذًا، فقال النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: <span class="Hadeeth">يا معاذ، أفتان أنت أو فاتن </span>-ثلاث مرار-<span class="Hadeeth"> فلولا صليت بـ سبح اسم ربك، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى؛ فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة</span>)<span class="Reference"><span class="Reference">[18]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">وعن أنس أن النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> قال: "<span class="Hadeeth">إني لأدخل الصلاة أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي؛ فأخفف من شدة وجد أمه به</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[19]</span></span>. ومن رفق النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> بأمته أنه نهاهم عن الوصال؛ خشية المشقة بهم، ورفقه بهم في ترك الأمر بالسواك عند الصلاة، وترك تأخير العشاء إلى وقتها الفاضل خشية المشقة عليهم، وغير ذلك مما يطول ذكره؛ كالإبراد بالصلاة وقت الحر، والجمع بين الصلوات حال العذر.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">11- الرفق مع النفس في التطوع: فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم)<span class="Reference"><span class="Reference">[20]</span></span>. وكان عمله ديمة ولو قلَّ. وقال <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span>: "<span class="Hadeeth">خذوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[21]</span></span>. ونهى عبد الله بن عمرو عن المبالغة في العبادة؛ خشية تضييع الحقوق والواجبات.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">ومع كون الرفق غالبًا على تصرفات النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> في كثير من أحواله إلا أنه استعمل الشدة في أحوال خاصة كانت الشدة هي اللائقة بها والمناسبة لها، وتتحقق فيها المصلحة أكثر من الرفق، وسلوكها مقتضى العدل وكمال العقل الذي دلَّ عليه الشرع:</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">(1) في إقامة الحدود: عن أبي هريرة وزيد الجهني أن النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> قال: "<span class="Hadeeth">والذي نفسي بيده، لأقضين بينكما بكتاب الله، الوليدة والغنم رَدٌّ عليك، وعلى ابنك جلدُ مائة وتغريب عام، واغْدُ يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[22]</span></span>. وكان لا تأخذه رأفة ورحمة في إقامة الحدود وتنفيذها.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">(2) في مقام التعزير: كما في قصة هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلف الثلاثة عن غزوة تبوك، فهجرهم النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> والصحابة خمسين يومًا حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم، ولم يكن أحد يجالسهم أو يكلمهم أو يحيهم، حتى أنزل الله في كتابه توبته عليهم، والقصة ثابتة في الصحيحين.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">(3) في تأديب الزوجة: فقد هجر نساءه شهرًا وامتنع عن وطئهن، واعتزل بيوتهن في مشربة له، لما ألحفن عليه في النفقة، كما في الصحيحين من حديث ابن عباس: (أَن النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> آلَى من نسائه شهرًا، فلما مضت تسع وعشرون نزل إليهن).</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">(4) في قتال الكفار وجهادهم: قال الله تعالى: {<span class="Quran">يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ</span>} <span class="SuraaName">[التوبة: 73]</span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">(5) في زجر العاصي المعاند: عن سلمة بن الأكوع قال: (أن رجلاً أكل عند رسول الله <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> بشماله , فقال: "<span class="Hadeeth">كُلْ بيمينك</span>". قال: لا أستطيع. قال: "<span class="Hadeeth">لا استطعت</span>".<span class="Hadeeth"> </span>ما منعه إلا الكبر. قال: فما رفعهما إلى فِيه)<span class="Reference"><span class="Reference">[23]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">(6) في النهي عن البدع والمحدثات: لما رأى عمر بيده التوراة غضب وأنكر عليه بقوله: "<span class="Hadeeth">لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، وإنكم إما أن تصدقوا بباطل، وإما إن تكذبوا بحق، وإنه والله لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني</span>"<span class="Reference"><span class="Reference">[24]</span></span>.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">ومع ذلك فلم يكن في شدته ظلم لأحدٍ، أو مجاوزة لحدود الله في حقوق الخلق وحرمتهم. فالفقه في هذا الباب أن المشروع للمسلم استعمال الرفق في سائر الأمور إلا إذا دعت الحاجة واقتضت المصلحة في استعمال الشدة، فيكون ترك الرفق في هذا المقام مشروعًا.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">وبهذا يتبين أن سلوك الرفق في كل شيء حتى إذا انتهكت محارم الله وضيِّعت الحقوق وأميتت السُّنَّة مسلكٌ خاطئ مخالف للشرع، وقد ثبت في الصحيح أن النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> يغضب إذا انتهكت محارم الله. وكذلك سلوك الشدة في سائر الأحوال والأمور مسلك خاطئ يفضي إلى تنفير الناس، وصرفهم عن الحق، ووقوع العداوة والبغضاء، وقد أمر النبي <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> بالتيسير وعدم التعسير، وكان يرشد أصحابه بذلك إذا بعثهم إلى الأمصار.</span></div><div style="text-align: right;"><span style="font-family: times new roman,times; font-size: small;">والحاصل أن الفقه والبصيرة في الدين هي أن الأصل في الأمور كلها الرفق إلا في أحوال قليلة تستعمل الشدة. قال النووي في شرح حديث الرفق: (وفيه حث على الرفق والصبر والحلم وملاطفة الناس ما لم تدع حاجة إلى المخاشنة). وهذا المسلك الحق من توفيق الله للعبد وتيسيره. فهنيئًا بمن اقتدى بالرسول الكريم <span class="arab"><img alt="" src="http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg" /></span> وكان رفيقًا لطيفًا متسامحًا، تاركًا للعنف والشدة، هينًا قريبًا، يألف ويؤلف.</span></div></div></div>

من هو محمد رسول الله؟ خلق الرفق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فإن النبي أتى إلى البشرية بتطهير النفس من الأخلاق الرديئة، وحثها على الأخلاق الحسنة. ومن أ...

أقرأ المزيد »